رمضـــــــــان..........
شهر ننتظره كل عام بفارغ الصبر....نفرح بقدومه ونحزن لفراقه وندعو الله ان يمد من عمرنا ويتم علينا صحتنا لاستقباله العام التالى.شهريستقبله الصغير قبل الكبير فترى فى عيون اطفالنا الفرحة والبهجة وهم يقرعون كل باب طالبين النقود منا لاحضار الزينة والمصابيح والفوانيس المعلقة لتزيين الشوارع وتسمع الفرحة كأن لها صوت تنادى بين المسلمين.فرحة فى السماء والأرض بهذا الشهر العظيمالشوارع الأن مزينة بالزينة اشكالاً والواناً تكاد لا تُرى المبانى من كثرتها الشوارع مضيئة ...الناس مستيقظة طوال الليل حتى صلاة الفجر وكأن ساعة الفجر هى ساعة العصر فى الإيام الأخرى.لم أحد يستطيع ان يقول ان الفرحة بالمناسبات الاسلامية حرام او ان مظاهرها ليست من الضرورة وانها مخالفة لديننا .بالطبع لا{قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللّهِ الَّتِيَ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ}لكن مهلاً هل فكرنا مرة ان نزين ماداخلنا قبل ان نزين ما بخارجنا؟تخيل معى منزل نظيف ومزين من الخارج.. الاضاءةتحيط به...الالوان زاهية وخلابة...الاشجار والورود حوله... الكل يتمنى ان يسكن هذا المنزل ولكن للأسف لا يعلمون الحقيقة .. حقيقة مابداخله ولو علموا انه يحمل ما ليس يظهره لتمنوا انهياره. فقد دخلوه وصُدِموا ....حوائط المنزل سوداء تملأها كثيراً من الشوائب والأتربة .الظلام يعم المكان...الرائحة لا تطاق.إنهم خُدِعوا .هذا بالمنزل فما بالكم بقلوب تسكن اجساد وقد زينت بأفضل انواع الزينة ويظل القلب يصرخ من تناقض عاشه كثيراً.. النور فى الخارج والظلام فى الداخل أصبح القلب أعمى نعم أصبح أعمى{فَإِنَّهَا لاَ تَعْمَى الأبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ}فكثيرا من الناس إلا من رحم ربى يهتمون بزينة رمضان ويدرجوها تحت مسمى العادة الطيبة التىلابد ان لا تقطع كل عام ويهتمون كل الاهتمام ويصرفون من اموالهم لتزيين منازلهم وبالاخصاصحاب المحلات التجارية الذين نرى زينة متاجرهم واضاءتها من على بعد عدة أمتارولا يهتمون بتزيين قلوبهم وداخلهم ولو بالقليل فترى مثلا معاملتهم الجافة فى الشراء والبيع لا يعرفون التسامح الذى هو من سمات التاجر المسلم علاوة على الغش فى الميزان والبضاعة وتلاعب الاسعار.نجد فى المنزل الزوج والزوجة يشتريان مستلزمات رمضان من مأكل وملبس ومستلزمات أخرىكل هذا زينة وطيبات حلال ولكن لو نظرت بداخلهم لم تجد أحيانا الحب الأسرى لم تجد المودة والرحمة التى خلقها الله وجسدها فى مايسمى بالزواج لم تجد الوفاء والاخلاص فى المعاملة بينهم .لم تجد التربية الصالحة والسليمة لأبنائهم.الأطفال والشباب يحرصون على جمع النقود لتزيين الشوراع والمنازل مع جيرانهم واصدقائهم لكن لو نظرت بداخل بعض منهم ستجد عقوق الوالدين وأذى الجار وسوء الأدب مع الغير وعدم إحترام الكبير نجد ترك صلوات وإتباع شهوات.ليس هذا وفقط بل وقد تجد مدن بأكملها انوارها مضاءة وزينتها براقّةوغيرها من المدن لم تجد حتى الماء الذى هو روح الحياة يشكون وهم عطشى وجياع يشكون التشرد والضياع.وغيرها من المدن تعيش فى تلذذ ورفاهية مٌنعمينغير مهتمة ولا صاحبة همة فى مساعدة الاخرين.أعذرونى ان كانت كلماتى ثقيلة بعض الشىء ولكن أليس هذا واقع نعيشه ونراه ونسمع عنه ؟علينا ان نعيد حسابتنا ونغير من حياتنارمضان فرصة ذهبية لاتخاذ خطوة إيجابيةخطوة جريئة نحو نفس مطمئنة بريئة.زينوا بيوتكم وشوارعكم ولكن لا تنسوا ان تزينوا قلوبكم كما تزينون جواركمليس عيبا اننا نفرح برمضان لكن العيب كل العيب انه لم يفرح بنا الرحمنفإننا نعلم ان فى شهر رمضان يتباهى الله بعباده أمام ملائكته فتنافسوا فى الطاعات وتسابقوا على الخير والعباداتسبحانه يفرح بعبادتنا وطاعتنا له وهو الغنى عناياريت نفكر فى الكلام دة ياشباب ونحاول ندور على تزيين مابداخلنا قبل تزيين مظاهرنا. كل واحد أدرى بالزينة الناقصة جواه والزينة الممزقة اللى مقصر فيها.فعلينا ان نحذرلأن من صفات المنافق والعياذ بالله حسن المظهر وسوء الجوهر.{وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ} المنافقون4هكذا قال الله عن المنافقين وإذا نظرت إلى هؤلاء المنافقين تعجبك هيئاتهم ومناظرهم, وإن يتحدثوا تسمع لحديثهم ; لفصاحة ألسنتهم, وهم لفراغ قلوبهم من الإيمان, وعقولهم من الفهم والعلم النافع كالأخشاب الملقاة على الحائط, التي لا حياة فيها, يظنون كل صوت عال واقعًا عليهم وضارًا بهم؛ لعلمهم بحقيقة حالهم,حقيقةما بداخلهم ولفرط جبنهم.وأعوذ بالله أن أذكركم وأنسى نفسى اسأل الله العلى العظيم أن يزين قلوبنا وقلوبكم بالايمان والتقوى والاخلاصلا تنسونا من دعائكم وأنتم صائمون